
یعتبر مرقد الامام الرضا (ع) من أهم الأماکن التی یمکن زیارتها فی خراسان الرضویة، ویعرف بمختلف الأسماء والألقاب بین محبی وزوار الإمام الرضا (ع)، بلاط ملکوتی، أمل القبلة، باسبان. إن أستان مالک فی عهد رضوی، ومحکمة مرقد شریف، ومنور رضوی هی مجرد أمثلة قلیلة على هذه الأسماء.
تجدر الإشارة إلى أن المجمع بأکمله الذی یضم الضریح الرضوی المقدس وممتلکاته مثل المکتبات والمتاحف یسمى آستان القدس الرضویة، کما أن استخدام أسماء مثل الضریح الرضوی/المقدسة/المنورة شائع أیضًا فی وسائل الإعلام. روزا فی الأصل تعنی الحدیقة ویسمى مکان دفن جثمان آغا علی بن موسى الرضا (ع) فی المقام المقدس بهذا الاسم. مودجا شریف هو أیضًا اسم یشیر إلى ضریحه المقدس
المساحة الکلیة لمرقد الامام الرضا (ع)

یعد البلاط الملکی للإمام الرضا (ع) من أروع الأماکن وأکثرها شعبیة فی جمیع أنحاء إیران، والذی ینبض به قلوب العدید من العشاق. ولا یقتصر الضریح الرضوی على قبر سمعان الحاج النورانی فقط. یضم هذا المجمع الدینی عدة مبانی وفئات فرعیة، أدى عددها وتنوعها إلى تحویل هذا البلاط المقدس إلى مجمع عالمی؛ ومن أجل فهم قیمتها، لا ینبغی للمرء أن ینظر إلیها من منظور روحانی فقط.
بعد الثورة الإسلامیة أولت السلطات مرقد الامام الرضا (ع) اهتماماً خاصاً وقامت بتطویره کثیراً. باستثناء الساحتین القدیمة والجدیدة، فقد تم بناء بقیة مراقد آغا علی بن موسى الرضا (ع) بعد الثورة. کما تم إضافة الصواعق الشرقیة والغربیة إلى صوامع المقام الأخرى بعد بناء الجامع الرضوی.
وبشکل عام، تمت إضافة 60.500 متر مربع من مساحة الحج المغطاة البالغة 70.000 متر مربع لهذا المجمع بعد الثورة الإسلامیة. وبأخذ مساحة جمیع أقسام الحج وغیر الحج مجتمعة، تبلغ المساحة الإجمالیة لضریح الإمام الرضا (ع) أکثر من ملیون متر مربع وتتسع لـ 700 ألف شخص.
قاعة الثورة

صحن الغلاب أو صحن عتیق کما یوحی اسمه هو أقدم صحن الحرم الشریف ویقع فی جانبه الشمالی بمساحة 6740 مترا مربعا. لم یتم بناء هذا الفناء التاریخی والرائع دفعة واحدة. بل تم بناء نصفها فی العصر التیموری وتم تطویر النصف الآخر بتناسق تام معها فی العصر الصفوی. وبعبارات أکثر اکتمالاً، أمر وزیر السلطان حسین باقرا من سلالة تیمور ببناء البلاط، والرواق الجنوبی المسمى إیفان جولد (إیفان نادری) وعدة مبانی فی جانبه الغربی، وبعد 150 سنة من ذلک، قام الشاه عباس الصفوی بالأروقة الشمالیة والجزء الشرقی منه یشبه تماما الأقسام السابقة.
تم بناء شرفتی الساعة وبرج الجرس بالمنزل بتناسق تام مع بعضهما البعض. تم بناء مئذنتین للمرقد الرضوی المقدس فوق رواق تالا والرواق العباسی. أمیر علیشیر نوای، وزیر العلوم التیموری، الذی بدأ بناء هذا الفناء، ینام بجوار الشرفة الشمالیة. وأروقة الفناء القدیم هی کما یلی:
رواق ذهبی نادر فی الجنوب. أقدم شرفة هی قاعة الثورة، والتی تعرف باسم نادری لأنها کانت مذهبة من قبل نادر شاه أفشار. تضیف الهندسة المعماریة الجمیلة لهذه الشرفة إلى مجدها.
إیفان عباسی فی الشمال؛ لأنه متصل ببسط الطبرسی، ویسمى باب الطبرسی، وهو تحفة لا مثیل لها من حیث فن التبلیط والنقوش. ویمکن رؤیة الصلاة على النبی الکریم والأئمة المعصومین (علیهم السلام) وسورة الجمعة على أجزاء من الرواق.

رواق الساعة فی الغرب. ویؤدی الرواق الغربی إلى سقیفة الشیخ الطوسی ویسمى باب طوس. وفی حال الهجوم الروسی على الضریح الرضوی المقدس عام 1130هـ، تضرر إیفان سات. لا تزال هناک آثار رصاص على هذه الشرفة. ویبرز فی أعلاه وفی هامشه نقشان بخط ثولت یحتویان على آیات من القرآن الکریم
ورواق البیت نحو الشرق. ویسمى الرواق الشرقی الذی یؤدی إلى باست الشیخ حر عاملی بباب حر عاملی. تم بناء هذا المبنى الرائع، من مخلفات العصر العباسی، بتناسق تام مع الرواق الغربی، وکتبت علیه سورتی النور والمزمل بخط جمیل.

أما الأجزاء الأخرى من صحن الأغلب فهی کما یلی:
نافذة فولاذیة أثناء بناء الفناء فی العصر التیموری، تم ترکیب نافذة على الجانب الأیسر من رواق الندیری المحلی المطل على المرقد المقدس حتى یتمکن من یستطیع دخول المرقد من قراءة زیاراتنامه على مسافة قصیرة من المرقد. تسمى هذه النافذة الآن بالنافذة الفولاذیة. وبعد الثورة وبسبب تدهوره تم ترکیب نافذة جدیدة فی المکان وهی على عکس اسمها مصنوعة من سبائک النحاس ومطلیة بالذهب. کما تم نقل النافذة القدیمة إلى المتحف.
منزل تیمبانی؛ الشرفة الشرقیة مبنیة على طابقین ویقع برج الجرس فی الطابق الثانی. فی الطابق الأول، یتم الاحتفاظ بالأدوات المتعلقة بالعزف. أصبح العزف على النای شائعًا فی الحرم القدسی منذ منتصف القرن التاسع بأمر من حفید جوهررشاد، ومنذ ذلک الحین، باستثناء فترة ثمانی سنوات، والتی تم إغلاقها بأمر رضا خان، استمرت هذه العادة. بصرف النظر عن وقت شروق الشمس وغروبها، تُعزف النقارة أیضًا فی الأعیاد وأثناء مراقبة الفضائل على ید آغا علی بن موسى الرضا (ع).

نادری سقاخانة أو إسماعیل طلای سقخانة؛ تقع الحانة فی وسط ساحة الثورة مباشرةً. تم تحضیر قبته المنحوتة فی قطعة واحدة من الرخام بأمر نادرشاه أفشار ونقلها من هرات إلى مشهد. تم بناء المظلة المثمنة والسقف على شکل قبة وتذهیبها بواسطة فنان یدعى إسماعیل طلای على قواعد رخامیة. تم تجدید الحانة مرة واحدة فی عام 1345.
ساحة الحریة
وبعد الثورة أصبح المیدان الجدید یسمى میدان الحریة. تبلغ مساحة هذا الفناء 4340 مترًا مربعًا، وهو من أکبر ساحات مرقد الإمام الرضا. بُنی هذا الفناء فی الجهة الشرقیة للمرقد الشریف، عند قدم الرسول الکریم، وهو متصل بمنورة الروزه من الجهة الغربیة. بدأ بناء المحکمة الجدیدة، والتی تسمى بهذا الاسم نسبة إلى المحکمة القدیمة (محکمة الثورة)، بأمر من فتح علی شاه قاجار، وانتهى فی عهد ناصر الدین شاه.
بدلاً من حوض الشرب الذی کان یقع فی وسط الفناء فی الماضی، والذی تم تفکیکه الآن، تم بناء حوض کبیر، تم ترکیب فی وسطه سنجاب قطعة واحدة من حوض الشرب السابق . ویعود سبب هدم صحن آزادی إلى أنه کان حاجزاً بین الحجاج والشرفة الذهبیة أثناء التحیة والتکریم عند دخول الفناء. تم تنفیذ هذا العمل فی عام 1271 على ید ملوک القاجار وتم إنشاء برکة بدلاً منه.

وأروقة الفناء الجدید هی کما یلی:
تعتبر رواق الناصری الذهبی الواقع فی الجانب الغربی من الفناء الجزء الأکثر إثارة للإعجاب فی هذا الفناء، والذی یلفت انتباه الحجاج بمجرد دخولهم. ویتصل برواق دار السادة من خلال ممر صغیر له بابان ذهبیان مثبتان على الجانبین. ولأن تذهیب هذا الرواق تم فی عهد ناصر الدین شاه فإنه یسمى رواق ناصری. هذه الشرفة مخصصة للنساء.
کما تتمتع رواق الساعة أو الرواق الجنوبی لصحن نیو بإطلالة ممیزة بسبب الساعة المثبتة علیها. هذه الساعة هدیة من مظفر الدین شاه وقبل ترکیبها فی هذه الشرفة تم ترکیبها على شرفة الساعة فی ساحة الثورة. کان من الممکن سماع صوت هذه الساعة فی أجزاء مختلفة من المدینة فی السنوات غیر البعیدة عندما لم تکن مشهد متطورة.
یُعرف الرواق الشرقی لصحن آزادی بباب السلام، وقد تم تجدید رواقه الشمالی عدة مرات خلال الفترة البهلویة. تُعرف هذه الشرفة أیضًا باسم شرفة منزل التلغراف.
وتقع جنة سمعان الأئمة رقم واحد تحت هذا الفناء ویمکن الوصول إلیها من الجهتین الشمالیة الشرقیة والجنوبیة الشرقیة للفناء. وفی هذه المقبرة یتم دفن أجساد شهداء سنوات الدفاع المقدس الثمانیة ومقام خدام الرضوی.
صحن الامام الخمینی (رض) أو صحن البعث

یمکن اعتبار صحن الامام الخمینی (رض) ثالث اقدم صحن فی الحرم القدسی. فی الماضی، فی الموقع الحالی لهذا الفناء، کانت توجد دکاکین قدیمة ومتهالکة تسمى "تمشه بنیابا" ومدرسة نصف متهدمة تسمى "مدرسة سعد الدین"، تم شراؤها فی العهد البهلوی وأضیفت إلى الحرم المقدس. مجمع الضریح. تم افتتاح صحن الامام الخمینی (رض) عام ١٣٢٤؛ لکن فی البدایة لم یتم استخدامه للأغراض العامة وکان یستخدم فقط فی الشؤون الاحتفالیة واستقبال رؤساء الدول. یحتوی هذا الفناء على رواقین فقط فی الغرب والشمال. وبعد الثورة تمت إزالة السیاج الذی کان فی الجهة الجنوبیة من الفناء ویفصله عن الشارع وتم بناء جدار بدلاً منه.
کان المبنى الأصلی یضم عدة مبانی لأغراض المتحف والمکتبة، ولهذا سُمیت أیضًا بقاعة المتحف. وفی عام 1353، تم تدمیرها جمیعها، وأضیفت مساحتها إلى الفناء لتصل إلى 10 آلاف متر مربع. وفی عام 2013، ونظراً لتزاید أعداد الحجاج والحاجة إلى مساحات مغطاة لراحتهم، تم تغییر جزء کبیر من هذا الفناء، وبعد تسقیفه سُمی رواق الإمام الخمینی. الجزء الأصغر منه یسمى الآن رواق البعث.
صحن جامع رضوی

یبلغ طول المسجد الرضوی الکبیر 363 مترًا وعرضه 167 مترًا، وتبلغ مساحته الأرضیة 117.584 مترًا مربعًا، وهو أکبر فناء لضریح الإمام الرضا (ع) ویستضیف احتفالات مختلفة مثل خطاب المرشد الأعلى فی بدایة کل شمس. سنة وتجمع المشیعین الحسینیین فی شهر رمضان، ویقام المحرم فی هذه المحکمة. تم افتتاح هذه المحکمة الواقعة فی الجزء الجنوبی من المرقد الشریف عام 1381هـ وتتسع لـ 70 ألف مصلٍ. وأروقتها الثلاثة تسمى ولی عصر من جهة الجنوب، وباب الکوثر من جهة الشرق، وباب الغدیر من جهة الغرب، ولکل منها إکلیلان مرتفعان.
ساحة الجمهوریة الإسلامیة
یقع صحن الجمهوریة الإسلامیة فی الجانب الغربی من الضریح الرضوی المقدس. تم افتتاح هذا الفناء عام 1368 بهدف توسیع الضریح بمساحة 7292 مترًا مربعًا. وهذا الفناء هو الفناء الأکثر تشابهاً مع فناء الثورة؛ ومثلها، لها مئذنتان ذهبیتان فی الرواقین الشمالی والجنوبی، ورواق مذهّب، ونافورة للشرب، ونافذة لقراءة الحج من بعید. والفرق الوحید بینهما هو أن نافذة صحن الجمهوریة الإسلامیة مصنوعة من البرونز. وتقع تحت هذه القاعة أیضاً الجنة رقم ثلاثة، حیث ینام شهداء انفجار عاشوراء الـ 73.
صحن قدس
صحن القدس، ومساحته حوالی 2530 متراً مربعاً، هو أصغر صحن مرقد الإمام الرضا (ع). تم بناء هذا الفناء عام 1373 بین مسجد جوهررشاد وساحة متحف الإمام الخمینی ومقبرة الشیخ البهائی وساحة المسجد الرضوی. تم تصمیم غرفة الاستحمام الخاصة به على غرار قبة الصخرة فی القدس، ویبلغ حجمها ثُمن حجمها الفعلی. والنقطة الأخرى هی أن جنة سمعان الأئمة رقم اثنین تقع تحت هذه المحکمة.

صحن هدایت
هدایة کوتش صحن، تبلغ مساحتها 17.980 مترًا مربعًا، وهی عبارة عن فناء حدیث النشأة یقع فی الجانب الشمالی الشرقی من العتبة المقدسة، وتقع فی هذا الفناء مؤسسة البحوث الإسلامیة والجامعة الرضویة للعلوم الإسلامیة ودار ضیافة حضرة.
صحن غدیر
تقع صحن غدیر ببنیة تحتیة تبلغ مساحتها 14453 مترا مربعا فی الجنوب الغربی من الصحن المقدس ومن خلاله یمکن الدخول إلى مجمع غدیر الخدمی التجاری الذی یضم دورات میاه أجنبیة. ویمکن رؤیة خطبة غدیر والاسم المبارک لعلی بن أبی طالب (ع) فی جمیع بلاطاتها ونقوشها.
صحن کوثر
تبلغ مساحة صحن کوثر حوالی 15.648 ألف متر مربع، ویقع فی الشمال الشرقی للمرقد الشریف وبین صحن المسجد الرضوی ورواق الامام الخمینی (رض) وساحة آزادی. جمیع بلاطات هذا الفناء مزخرفة باسم مبارک بنی دو علم وخطبة فدکیة مکتوبة على نقوشها.
القبة الذهبیة وأکالیل ضریح الإمام الرضا

ویرى البعض أن القبة رمز لرأس إنسان، والأکالیل رمز للأیدی المرفوعة إلى العرش علامة الرغبة. ویعتبرها البعض مؤشرا لاتجاه القبلة. وبعیدًا عن المفاهیم الروحیة لهذه العناصر التی لا تنفصل عن العمارة الإسلامیة وبغض النظر عن أهمیتها الهیکلیة، فإن قبة وأکالیل الضریح الرضوی المقدس لها أیضًا أهمیة من وجهة نظر تاریخیة.
القبة الذهبیة لمرقد الامام الرضا (ع)
تعتبر القبة الذهبیة لفناء مانور الرضوی مظهرًا جمیلاً للفن الممزوج بالدین، مما أبهر الکثیر من العیون القلقة. تتکون هذه القبة من بنائین داخلی وخارجی، القبة الداخلیة تسمى "الذات" والقبة الخارجیة تسمى "أهاینة". والقبة الداخلیة هی نفس سقف مسجد مینورة الذی یسمى "قبا" والآن تم ترکیب هیکل ذهبی علیها. ویمکن رؤیة هذه القبة من داخل المسجد.
والقبة الأولى التی کانت فوق مرقد الامام الرضا (ع) هی نفس القبة التی بناها المأمون لأبیه فی ضریح الهارونی. وهناک روایة أخرى لا تنسب بناء هذا القبر وقبته إلى المأمون وتقدمه على أنه بناء کان موجودا فی حدیقة حمید بن قحطبة قدیما والذی اعتبره المأمون لدفن أبیه وبعد 10 سنوات أمر وآغا علی بن، وعلیهم أن یدفنوا فیها موسى الرضا (علیه السلام). وقد دمرت القبة فی الأحداث التی وقعت فی خراسان فی القرن الرابع، وأعاد السلطان محمود الغزنوی بناء المقبرة وبنى لها قبة جدیدة.

تم ترمیم ضریح مبارک مرة أخرى فی بدایة القرن السادس فی العصر السلجوقی، وفی ذلک الوقت تم ترکیب قبة لمرقد الإمام الثامن (ع) المقدس، والتی لا تزال تستخدم کسقف للمرقد المبارک. ضریح منورة. ألف عام مضت على بناء قبة مرقد الإمام الرضا (ع) على ید السلطان سنجر السلجوقی. وکانت هذه القبة التی لا تزال قائمة، مذهبة فی عهد الشاه الصفوی طهماساب، وبعد أن نهبها الأوزبک، قام الشاه عباس بترمیمها بالطوب الذهبی، وقد کتب وصفها على النقش حول القبة.
وبعد 70 عامًا من ذلک، هز زلزال مدینة مشهد عام 1084 هجریة وألحق أضرارًا جسیمة بالقبة. حتى أن الشاه سلیمان الصفوی حاول تذهیب القبة من جدید. تم ترمیم قبة مرقد الإمام الرضا (ع) مرة أخرى عام 1291. هذه المرة، هز الزلزال الروسی القبة الذهبیة ومسجد جوهررشاد معًا، وبدأت الحکومة البهلویة فی إصلاح القبة. تم تدمیر الطین المستخدم فی القبة مع مرور الوقت، وفی عام 1358، استبدله مسؤولو آستان القدس الرضویة بصفائح نحاسیة مغطاة بالذهب. هذه الصفائح النحاسیة أکثر سمکًا بأربع مرات من الطوب الطینی القدیم وبالتالی أقوى منها، وقد تم طلاءها بالکهرباء لترکیبها على القبة.
أکالیل مرقد الامام الرضا (ع)

الإکلیل أو المئذنة هی أحد العناصر التی لا تنفصل عن العمارة الإسلامیة. إجمالاً، یوجد فی مجمع العتبة الرضویة المقدسة 12 مئذنة، منها مئذنتین بارتفاع 41 مترًا تابعة لمسجد جوهرشاد، ومئذنتین مذهبتین بارتفاع 40.5 مترًا فی ساحة الثورة الإسلامیة، ومئذنتین بارتفاع 40.5 مترًا فی ساحة الثورة الإسلامیة. ارتفاع 35 مترا ومزخرف بالبلاط والمطلی بالذهب فی صحن الجمهوریة الإسلامیة، توجد 4 مآذن بارتفاع 57 مترا فی الجانبین الشرقی والغربی للجامع الرضوی ومئذنتین بارتفاع 70 مترا جانب القبلة من المسجد.
من بین جمیع أکالیل مرقد الامام الرضا (ع)، هناک أکالیل أهم من الأخرى: مآذن قاعة الثورة، وصف بنائها أعلى قلیلاً. والمئذنتان مطلیتان بالذهب ویبلغ محیطهما الخارجی 13 مترا. المئذنة القریبة من القبة هی أقدم مئذنة والمآذن الواقعة على جانب القبلة من مسجد الجامع الرضوی هی أطول مآذن ضریح الإمام الرضا (ع). المئذنة الثانیة فی ساحة الثورة بعیدة عن القبة، لکن مهندسها صممها وبنىها فی زمن نادر شاه بحیث یتخیل المسافرون الذین یدخلون الضریح من اتجاه شارع الإمام الرضا أن القبة تقع فی مکانها الصحیح. وسط هذین الطوقین. وهذه المسألة تظهر فی معظم الصور التی تنشر لقبة وأکالیل مرقد الامام الرضا (ع).


تاریخ بناء مرقد الامام الرضا (ع)
والمساحة التی تقع تحت القبة الرضویة ومقام آغا علی بن موسى الرضا (ع) هی أیضاً جزء منها تسمى روزا منورة. منورة روزة هی مساحة مربعة تبلغ مساحتها 189.03 متراً مربعاً، منها 17.15 متراً مخصصة للمرقد الشریف، وتصل إلى الأروقة من أربع جهات عبر أربعة صفوف. وتتکون الصفوف من الصف الجنوبی، والصف الشرقی، والصف الشمالی (لأن الشاه طهماساب مدفون هناک، ویسمى صف الشاه طهماسبی) والصف الغربی أو الصف العلوی لرأس النبی، وهی الحد الفاصل بین الصفین. الضریح والمسجد أعلاه.

تبلغ أبعاد مرقد الامام الرضا (ع) الحالی 3 × 4 أمتار ویزن 12 طناً. ومکتوب علیها سورتا "نعم" و"هل أتی"، وطریقة کتابة الآیات بحیث تنتهی فی رؤوس المقام الأربعة بکلمة "الله" المبارکة. وفی تصمیم المقام، تم استخدام أحد ألقاب الإمام الثامن (ع) وهو شمس الشمس فی تصمیم المقام، کما تم استخدام زهرة عباد الشمس کرمز للشمس. وقد قام بتصمیم مقام سمعان الحاج الحالی الأستاذ محمود فرشجیان. ومن المثیر للاهتمام معرفة أن هذا التصمیم تم اختیاره خلال مسابقة بین الفنانین لتصمیم الضریح. وهذا المرقد الذی تم ترکیبه فی موقعه الحالی عام 1379م، لیس المرقد الأول للإمام الرضا (ع)؛ بل هو خامسهم.
قبل أن یتم ترکیب المقام الأول على قبر حضرة الرضا (ع)، بالإضافة إلى شاهد القبر، تم أیضًا ترکیب صندوق علیه. الصندوق الأول تم وضعه على قبر الإمام سنة 500 هجریة من قبل شخص أسلم بسبب معجزة. کان هذا الصندوق خشبیًا ومغطى بالفضة. أما الصندوق الثانی فکان أیضاً صندوقاً خشبیاً ولکنه هذه المرة کان مغطى بالذهب، وتم ترکیبه على القبر عام 1022هـ. أما الصندوق الثالث فکان من الرخام، وتم ترکیبه على الضریح عام 1311هـ حتى تم استبداله بضریح خشبی.
کان المزار الأول عبارة عن مزار خشبی ذو زخارف ذهبیة وفضیة، تم ترکیبه على الصندوق الخشبی للضریح من قبل عهد شاه طهماساب وهو محفوظ الآن فی المتحف المرکزی فی آستان القدس الرضویة. یُعرف الضریح الثانی باسم ضریح ناجینشان نادری، والذی خصصه حفید نادر شاه لأستان رضوی. وظل هذا المقام مستخدماً حتى عام 1379هـ وتم ترکیبه فی الجزء الداخلی من المقام الرابع. وبعد إزالة المرقد الرابع، تم نقل هذا المرقد أیضاً إلى القبو وتثبیته على المرقد النبوی.


لکن الضریح الثالث للضریح المقدس کان عبارة عن هیکل فولاذی بسقف الجملون وحلقة ذهبیة تم بناؤه فی عهد القاجار. تم استبدال هذا المزار بالضریح الرابع عام 1338 وتم نقله إلى المتحف. والمقام الرابع یعرف بمقام الأسد والسکر أو مقام الذهب والفضة، ویتکون من 14 مذبحا کرموز للأبریاء الـ 14، وکان کل مذبح مزین باسم أحد الأبریاء علیهم السلام. وزن هذا الضریح سبعة أطنان. وبعد 41 عاماً، أعطى هذا الضریح أیضاً مکانه للمتحف الجدید وغادر إلى متحف أستان القدس.
شهد مقام شیر وشکر فی عمره القصیر حادثة التفجیر الإرهابی المفجعة فی عاشوراء الدمویة عام 1373م، وألحقت هذه الحادثة أضرارًا جسیمة به. وبعد ذلک بدأ السید فرشتشیان فی تصمیم الضریح الخامس. وقد تعاون فی بناء هذا الضریح مجموعة من کبار فنانی العصر؛ تم تطعیمها وکتابتها وخطها على التوالی من قبل الأستاذ کشتیارای شیرازی، والأستاذ خدادداد زاده أصفهانی، والأستاذ موحد. استغرق بناء المرقد الخامس للإمام الرضا (ع) سبع سنوات وتم ترکیبه فی 16 مارس 1379، فی نفس وقت عید الأضحى بحضور المرشد الأعلى (مادازلا العلی).
ما هو مکان دفن الامام الرضا (ع) بالضبط؟

فی الفقرات السابقة ذکرت قبو المقام المقدس وقیل أن المرقد المرصع بمرقد الامام الثامن (ع) قد وضع فی "القبو"! ولکن أین القبو؟ ألیس جثمان الإمام الثامن (ع) داخل الحرم؟ إذا کان الإمام الرضا (ع) نائماً فی القبو، فلمن یعود الضریح الذی داخل الحرم الشریف؟ باعتبار أن الجزء السفلی من الضریح مخصص لسرداب مرقد الإمام الرضا (ع) أی أن المرقد المقدس یقع على سطح یبنى تحته طابق آخر، فإن السؤال المهم الذی یطرح نفسه هو: مکان دفن الامام الرضا (ع) بالضبط أین یوجد فی المرقد؟
وبعد استشهاد علی بن موسى الرضا (ع) دفن فی قبر هارون الرشید بسناباد بأمر المأمون وبإذن الله سناباد التی کانت قریة صغیرة فی ضواحی وتوسعت مدینة طوس وأصبحت الآن مدینة کبیرة. ونتیجة لمرور الزمن حدثت تغیرات فی بناء قبر الإمام خوبیها البسیط والنبیل. بیته الکریم الذی کان منذ البدایة على مستوى أعمق من مستوى الأرض، وذلک بسبب استواء الأرض حول القبة والإنشاءات حولها، مع مرور الوقت وجد مسافة أکبر من مستوى الأرض، وبهذه الطریقة، وأخذ تدریجیاً شکل القبو، ومن جهته الشمالیة تم بناء ممر للوصول إلى الضریح الشریف وتم ترکیب الضریح على الأرض مستویاً مع الهیاکل الأخرى. الوقت الدقیق لتشکیل هذا القبو غیر معروف.

مر الوقت ومع اختفاء قبور أخرى بالقرب من مرقد الامام الرضا (ع) الشریف عام 1311م، قرر محمد والی أسدی استبدال الصندوق الخشبی للمقبرة بآخر رخامی وهو القبو الذی تضرر بسبب الرطوبة. ، تم ترمیمه أیضًا. وبعد 27 عاما، عندما تم ترکیب مرقد شیر وشکر، تم تجدید القبو مرة أخرى، وهذه المرة تم إغلاق الممر الرئیسی من اتجاه مسجد بلاصر وتم ترکیب فتحة صغیرة عند القدم للدخول إلى القبو .
آخر ترمیم للقبو تم عام 1379هـ وفی نفس الوقت تم ترکیب المقام الخامس وتدعیم بناء القبو. کما تمت إزالة جمیع أحجار ماجیه شریف القدیمة وصب الخرسانة على مزار الشریف ورفعها بالقرب من السطح. وقد نصبوا علیه المقام الفولاذی الثمین واعتبروا مدخلاً جدیداً له فی رواق دار العجب. یتناوب الرجال والنساء فی استخدام هذا الرواق.
فعالیات وفعالیات مرقد الامام الرضا (ع)

تم تدمیر قبر الإمام الثامن للشیعة فی القرن الرابع بأمر من الملک الغزنوی سبکتکین. وخلال هذه الحادثة، انهار سقف المبنى وجدرانه، ومُنع الناس من زیارته. لکن القبر أعاد بناءه ابنه. ویقال أن السلطان محمود الغزنوی رأى النبی صلى الله علیه وسلم فی المنام ذات لیلة یشیر إلى تلک القبة المهدمة ویسأل إلى متى ستبقى على هذا الحال. ولهذا السبب أرسل مهندسًا معماریًا إلى طوس لإعادة بناء المبنى.
خلال العهد الصفوی، تعرضت مشهد لهجوم مرتین من قبل الأوزبک. ولأول مرة أمر عبد الله خان الأوزبکی بذبح أهل مشهد وتمادى فی هذا العمل حتى سالت الدماء فی باحات الضریح. فی العام التالی، هاجم عبد المؤمن خان الأوزبکی مشهد وذبح الأشخاص الذین لجأوا إلى الضریح عن طریق دخول فناء الضریح. وأمر بنهب کنوز العتبة المقدسة وتدمیر جزء من المقام.
جاء الشاه عباس شخصیًا إلى مشهد مع عدد من الفنانین والمهندسین المعماریین فی تلک الحقبة، بما فی ذلک الشیخ بهائی، وأعاد بناء الحرم المقدس. وفی هذا الوقت تم أیضًا تطویر الفناء القدیم وبناء الرواق الشمالی والأروقة الشرقیة والغربیة وکذلک رواق التوحیدخانة وقبة الله فاردی خان، وبأمره تم إنشاء انتشر استخدام لقب "مشهد" للإشارة إلى حجاج الرسول الکریم.
حدثت العدید من الزلازل فی مشهد. لکن أهمها وأکثرها ضررا کان زلزال 15 ربیع الثانی 1084 قمریا، الذی دمر ثلثی مشهد وأدى إلى مقتل 4000 شخص. لم تسلم قبة مرقد الرضا (ع) وقبة مسجد جوهررشاد ومدارس باریزاد ودودار وبالاصر وبانیبا وتعرضت لأضرار کبیرة. أعید بناؤها فی عهد الشاه سلیمان الصفوی.
تم نهب الضریح المقدس مرتین فی عهد ملوک القاجار. المرة الأولى کانت عام 1263 عندما أعلن محمد حسن خان سالار ابن الله یار خان آصف الدولة الاستقلال. قام بجمع کل ذهب الضریح والعملات المسکوکة باسمه، والمرة الثانیة کانت محرم 1330 عندما أغلق الضریح من قبل الروس. وفی هذه الحادثة أطلق جنود روس النار على الناس الذین کانوا یجلسون فی الساحة احتجاجاً على فوضى المعارضین الدستوریین.أصیبت القبة المقدسة من 18 نقطة، وبعد ساعتین من قصف الفناء الرضوی المقدس، دخل الجنود على ظهور الخیل والمشاة إلى الفناء المقدس وأطلقوا النار على الناس، حتى طلبت تولیت آستان قدس رضوی فی النهایة من الروس الأمان برفع علامة بیضاء. علَم. وفی أربعة أیام أخذ الروس الکثیر من الأشیاء الثمینة والکنوز من الضریح إلى الترج. وقام السلطان حسین میرزا نیر الدولة والی خراسان بترمیم الضریح عام 1331هـ. وقد تم الحفاظ على مکان بعض الرصاصات فی رواق صحن عتیق الذهبی بنفس الطریقة.

الحادث المؤسف التالی هو حادث مسجد جوهرشاد، الذی حدث بأمر من رضا خان. حدثت هذه الحادثة فی جوهرشاد عام 1314 بعد احتجاج الناس على قانون خلع الحجاب والقبض علیهم. وفی یولیو 1314، أطلق قوزاق الحکومة النار على الأهالی لتفریق المتجمعین فی جوهرشاد، مما أدى إلى مقتل وجرح العدید من الأشخاص.
وفی حادثة أخرى، فی 29 نوفمبر 1357، دخل عملاء مسلحون من النظام البهلوی إلى ساحة الثورة وأطلقوا النار على المتظاهرین.
وفی 30 یونیو 1373، فی نفس یوم عاشوراء الحسینی، وقعت حادثة أخرى فی المقام المقدس. فی هذا الیوم، کان الحجاج ومجموعات مختلفة من المشیعین الحسینیین یهتفون ویحزنون فی الضریح الرضوی المقدس، عندما سمع فجأة فی الساعة 14:26 بعد الظهر صوت رهیب وقنبلة قویة تم وضعها بجوار العمود فوق ضریح مبارک. انفجر الرأس بالقرب من الضریح المقدس. وکان الانفجار قویا لدرجة أنها انهارت النوافذ واستشهد 27 حاجا. وأدى هذا الحادث إلى إصابة 290 شخصا.